:تأهل التحقيق الصحفي « الصقر الدكالي تراث عالمي للإنسانية » بإحتلاله المراتب الثلاثة الأولى والذي هو من انجاز

اكرام الشرقاوي –

ضحى الزكراني –

مريم فتوح –

السنة الثالثة ثانوي إعدادي وتأطير من الأستاذ سفيان العناية إلى المرحلة الوطنية لمسابقة الصحفيين الشباب من اجل البيئة صنف التحقيق الصحفي التي اتخذت كشعار لها هذه السنة « السياحة المستدامة ودورها في التنمية » وقد تقدمت المؤسسة بست نقط قوة للسياحة بإقليم الجديدة في محاولة لإبراز هذه المعالم والإسهام في التنمية المستدامة للإقليم

   هنيئا لفريقنا الصحفي وبالتوفيق في المسابقة النهائية.

:النص هو التالي

الصقر الدكالي تراث عالمي للإنسانية

تقع القواسم قرب أحد أولاد فرج  جنوب شرق مدينة الجديدة، وتبعد عنها بحوالي50  كيلومتر. إنها منطقة فلاحية ارتبط سكانها بعناصرها الطبيعية، فسخروا أرضها، وطوعوا أنعامها وأطيارها. إنهم الصقارة الذين ارتبط اسمهم بالصقر أو الطير الحر، في منطقة لقواسم، آخر معقل للصيد بالصقور في المغرب.

1

ووعيا منا بأهمية المكانة التي يحتلها الصقر في منطقة لقواسم، وحتى نلامس الواقع بشكل أكبر، اتجه فريق العمل إلى  دوار السماعلة, حيث التقينا بالسيد عبد الله لكريني صقار 71 سنة، وقد أفادنا مشكورا بأن أهل منطقة القواسم متيمين بالصيد بالصقور، حيث يشترون الطريدة للصقر قبل أن يشتروا الطعام لأسرتهم . كما أفاد أن أهل قبيلة القواسم يقومون بتدريب أنثى الباز لأنها أقوى من الذكر  وذلك  طبقا لأساليب المتوارثة عن أبائهم حيث يعلمون الصقر أبجدية الصيد عند بلوغه خمسة أشهر و يصبح جاهزا للصيد عند سبعة أشهر كما أضاف سعيد صدوق، صقار 66 سنة،  أن الصقارة بالقواسم يعتمدون وسائل مختلفة لتربية الصقر مثل الكوبيل: وهو غطاء لتغطية رأس الصقر يصنع من الجلد ونحوه، وهو الذي يوضع على رأس الصقر لحجب النظر وليجعله أكثر هدوءاً إضافة الى القفاز: وهو قطعة جلد على شكل خف، ويستخدمه الصقار لحمل الصقر لكي لا يتأذى من مخالبه، ثم  الكندْرة وهي  قطعة من الخشب أو الحديد ويوضع عليها الصقر للوقوف عليها.اضافة الى لقراب وهو حقيبة مخصصة بالأساس لعزل الصقر عن الطريدة المصطادة.

وحتى نغوص في أعماق هذا الثراث المحلي قام فريقنا بزيارة لجمعية الصيد بالصقور القواسم أولاد فرج استقبلنا رئيسها السيد الفاضل محمد الغزواني, حيث بين أن الصقر بقبيلة القواسم له منزلة كبيرة شأنه شأن أفراد الأسرة، يستحق العناية والحرص الشديد. فهو يعيش  تحت عناية شديدة من طرف الصقار، الذي يدربه حتى يصبح مطيعا له، ومعتادا على صوته. كما أشار السيد محمد الغزواني كذلك، الى أن اهتمام القواسم بفن الصيد بالصقور ليس وليد اللحظة، بل هو راجع إلى رعاية الملوك العلويين للصيد بالصقور، منذ السلطان مولاي اسماعيل، من خلال إصدار ظهائر شريفة تعفي الصقارة من الضرائب أحيانا، أو تمدهم بتعويضات حينا آخر.

وفي معرض جوابه عن دور الجمعية في التعريف بهذا الثراث اللامادي والحفاظ عليه، أكد السيد محمد الغزواني أن الجمعية تعمل على تدريب شريحة من الشباب لإحياء فن الصيد بالصقور, من أجل حملها وتلقينها الى جيل جديد. كما أبان على أن  الجمعية ترغب في إنشاء متحف خاص يحفظ وثائق وأدوات وأنواع الصقور مع خلق محميات خاصة بتربية الطيور والصقور تستقطب السياح. كما أعلن أن الجمعية مقبلة بحول الله بدعم من الإماراتيين على إنجاز مشروع مستشفى نموذجي خاص بعلاج الصقور.

2

وهكذا استخلص فريق العمل  أن فن الصيد بالصقور يشكل ثراثا عريقا، يؤكد عراقة الصقارة بمنطقة لقواسم، ومدى تسخير ساكنتها للصقور، واستئناسها بهم واستئناسهم بها، ولمقاربة هذا الموضوع سياحيا كانت وجهتنا الموالية المندوبية الإقليمية للسياحة، وفي لقاء مع السيد عبد الله عين الرحبة المندوب الإقليمي للسياحة بمدينة الجديدة، أكد على أن الصيد بالصقور مدرج ضمن المدار السياحي القروي لإقليم الجديدة، شأنه شأن قصبة بولعوان و طازوطا. كما أفادنا مشكورا على أن المديرية الإقليمية  للثقافة تساهم في تنظيم مهرجان لهذا الطائر الحر بمنطقة لقواسم.

فانطلقنا مرة أخرى صوب المديرية الإقليمة للثقافة بالجديدة، حيث صرحت لنا السيدة نسرين الصافي محافظة الثراث المحلي بمدينتي الجديدة وأزمور، على أن الصقر الدكالي صنف كثراث عالمي للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو سنة 2010. واعتزازا بهذه الرياضة تحيي عمالة إقليم الجديدة هذا الموروث التقليدي بتعاون مع المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة و جمعية الصقارين القواسم و بشراكة مع مجموعة من المنظمين مهرجان الصيد بالصقور القواسم بأحد أولاد فرج خلال شهر ماي من كل سنة، وهي مناسبة لتطوير السياحة القروية البيئية لمدينة الجديدة حيث يحضر العديد من الشخصيات والسياح الأجانب، خاصة من الإمارات العربية و قطر. حيث يسعى المنظمون إلى تقديم برنامج متنوع يشمل عروض و فنون متنوعة, فضلا على مجموعة من العروض حول الصيد بالصقور وينبهر المتفرجون بانقضاض الصقر على طريدته .إن هذا المهرجان يساهم بشكل كبير في السياحة القروية لإقليم الجديدة كما يعرف رواجا اقتصاديا ملحوظا.

وفي معرض جوابها عن مدى  استثمار هذا الكنز الثمين بالمنطقة أشادت السيدة المحافظة بديناميكية جمعية الصقارين القواسم، حيث لوحظ إقبال صقاري دول الخليج و من مختلف أنحاء العالم على المشاركة في الخرجات والرحلات التي تنظمها جمعية الصقارين القواسم، لعدة اعتبارات من أهمها اعتدال الجو بمنطقة دكالة، وتوفر الوحيش، ووفرة يد عاملة مختصة في المجال ومؤهلة لمرافقة المحترفين طيلة المدة اللازمة للترويض والصيد، والتي تتطلب دراية كبيرة.

3

وفي اتصال مرة أخرى بجمعية الصقارين٬ أكد السيد محمد الغزواني أن الصقر الدكالي يشارك في عدة تظاهرات وطنية ودولية منها مهرجان طانطان ومعرض الصقور بلشبونة بالبرتغال و مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة بالإمارات العربية، مما يساهم في التعريف بالصقر الدكالي وتسويقه دوليا كما يمكن من تبادل الخبرات والتجارب ومناقشة المواضيع ذات الصلة بالصقارة من مختلف جوانبها وسبل تطويرها وتدعيمها .

إن هذه المعطيات تؤشر بقوة على أهمية الصقر الدكالي في السياحة البيئية، فهو منتوج سياحي قروي متميز محصن من المنافسة، خاصة إذا تم تثمينه إلى جانب ما تزخر به  الجماعات القروية المجاورة لمنطقة لقواسم، من تراث خالد كقصبة بولعوان وطازوطا، وتقاليد عريقة كالأهازيج الشعبية، ومن مواقع خلابة مثل ضفاف نهر أم الربيع، إن نجاحه اليوم يفرض إدراجه ضمن أجندة وكالات الأسفار والسياحة عبر  المعمور.

تشكرات

4

يوجه فريق عملنا الشكر الجزيل لكل من دعمنا و أفادنا بكثير من المعلومات و المعطيات

السيد محمد الغزواني رئيس جمعية الصقارين القواسم أولاد فرج-

السيد عبد الله عين الرحبة المندوب الاقليمي للسياحة بمدينة الجديدة-

السيدة نسرين الصافي محافظة الثراث بمدينتي الجديدة وأزمور-

ساكنة دوار السماعلة بجماعة لقواسم-

إدارة الثانوية الإعدادية إحسان-

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée Champs requis marqués avec *

Poster commentaire